.5- قوله تعالى: يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا خوَّفَه إبراهيمُ سُوءَ العاقبةِ، وتأدَّبَ معه؛ إذ لم يُصرِّحْ بلُحوقِ العذابِ به، بل أخرَجَ ذلك مَخرجَ الخائفِ، وأتى بلفظِ (المَسِّ) الَّذي هو ألطَفُ من المُعاقبةِ، ونكَّرَ (العذابَ)، ورتَّبَ على مَسِّ العذابِ ما هو أكبرُ منه، وهو ولايةُ الشَّيطانِ، كما قال في مُقابلِ ذلك: وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ [التوبة: 72]. . [540] يُنظر: ((تفسير البيضاوي)) (4/13)، ((تفسير أبي السعود)) (5/269)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/125). .4- قوله تعالى: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا - قولُه: يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ فيه إعادةُ النِّداءِ في قولِه: يَا أَبَتِ؛ لزيادةِ تأكيدِ ما أفادهُ النِّداءُ الأوَّلُ والثَّاني. وقيل: عطَفَ وَاهْجُرْنِي على معطوفٍ عليه مَحذوفٍ، يدُلُّ عليه لَأَرْجُمَنَّكَ، أي: فاحْذَرْني واهجُرْني؛ لأنَّ لَأَرْجُمَنَّكَ تَهديدٌ وتقريعٌ [523] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/21)، ((تفسير البيضاوي)) (4/12). [441] يُنظر: ((تفسير يحيى بن سلام)) (1/227)، ((تفسير ابن جرير)) (15/551)، ((تفسير الألوسي)) (8/416)، ((تفسير القاسمي)) (7/101)، ((تفسير السعدي)) (ص: 495). المداراة في القرآن الكريم ,قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا ((الجواب الكافي)) (ص: 80)، وفي هذه الآيةِ أقوالٌ أُخرَى. [425] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (٢١/٥٤١). فتكون للشيطان وليا ) يقول : تكون له وليا دون الله ويتبرأ الله منك ، فتهلك ، والخوف في هذا الموضع بمعنى العلم ، كما الخشية بمعنى العلم ، في قوله (. وقال سُبحانَه: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص: 55].سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي.أي: سأطلُبُ لك مِن ربِّي أن يستُرَ ذُنوبَك، ويتجاوَزَ عن مُؤاخَذتِك بها [444] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/555)، ((تفسير ابن عطية)) (4/19)، ((تفسير ابن كثير)) (5/236)، ((تفسير السعدي)) (ص: 495)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/121). .10- قال الله تعالى حكايةً عن إبراهيمَ عليه السلامُ: يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا كلُّ مَن كان الشَّيطانُ يُزَيِّنُ له الكُفرَ والمعاصيَ فيَتَّبِعُه في ذلك في الدنيا، فلا وليَّ له في الآخرةِ إلَّا الشَّيطانُ [479] يُنظر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/426). فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (19:45:11) waliyyan: a friend: يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (25:18:12) awliyāa: protectors .كما قال تعالى: فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الأعراف: 30].وقال سُبحانه: تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل: 63]. ((تفسير ابن كثير)) (5/236). صفحة (308) سورة مريم من آية 39 إلى آية 51 - شرح كلمات القرآن الكريم. [460] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (12/207). ؛ فالاستفهامُ في ﮧ للإنكارِ؛ إنكارًا لِتَجافي إبراهيمَ عن عِبادةِ أصنامِهم. ثمَّ ثَنَّى بدعوتِه إلى الحقِّ مُترفِّقًا به مُتلطِّفًا، ثمَّ ثلَّثَ بتَثبيطِه ونهْيِه عمَّا كان عليه بأنَّ الشَّيطانَ الَّذي استعصى على ربِّك الرَّحمنِ، الَّذي جميعُ ما عندَك مِن النِّعمِ مِن عندِه، وهو عدُوُّك الَّذي لا يُريدُ بك إلَّا كلَّ هلاكٍ وخزْيٍ ونكالٍ، هو الَّذي ورَّطَك في هذه الضَّلالةِ، وزيَّنَها لك، فأنت إنْ حقَّقتَ النَّظرَ عابدٌ الشَّيطانَ، ثمَّ ربَّعَ بتخويفِه سُوءَ العاقبةِ، وبما يجُرُّه ما هو فيه مِن التَّبعةِ والوبالِ، ولم يخْلُ ذلك مِن حُسنِ الأدبِ؛ حيث لم يُصرِّحْ بأنَّ العقابَ لاحقٌ له، وأنَّ العذابَ لاصقٌ به، ولكنَّه قال: أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ [513] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/20-22)، ((تفسير البيضاوي)) (4/11-12)، ((تفسير أبي حيان)) (7/267)، ((تفسير أبي السعود)) (5/267)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لدرويش (6/110). وقيل: المرادُ: دُعاءُ إبراهيم بأن يهديَ اللهُ أباه للتوحيدِ، فتحصُلَ له بذلك مغفرةُ ذنوبِه. قال الشنقيطي: (الصِّدِّيقُ صِيغةُ مبالغةٍ مِن الصِّدقِ؛ لشِدَّةِ صِدقِ إبراهيمَ في معاملتِه مع رَبِّه، وصِدقِ لهجتِه، كما شَهِدَ اللهُ له بصِدقِ معاملتِه في قَولِه: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم: 37]، وقَولِه: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا [البقرة: 124]، ومِن صِدقِه في معاملتِه رَبَّه: رِضاه بأن يَذبَحَ ولَدَه، وشُروعُه بالفِعلِ في ذلك؛ طاعةً لرَبِّه... ومِن صِدقِه في معاملتِه مع ربِّه: صبرُه على الإلقاءِ في النَّارِ... ومِن صِدقِه في معاملتِه رَبَّه: صبرُه على مفارقةِ الأهلِ والوطنِ؛ فرارًا بدينِه). [457] يُنظر: ((مجموع رسائل ابن رجب)) (3/58). [524] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/121). قال ابنُ كثير: (وقد استغفر إبراهيمُ لأبيه مدةً طويلةً، وبعد أن هاجرَ إلى الشامِ وبنى المسجِدَ الحرامَ، وبعد أن وُلِدَ له إسماعيلُ وإسحاقُ -عليهما السلامُ- في قَولِه: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم: 41]. والترهيب في قوله: (إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) وقد جاء في جوابِه دعوةَ ابْنِه بمُنتهَى الجفاءِ والعُنْجُهيَّةِ بعكْسِ ما في كلامِ إبراهيمَ من اللِّينِ والرِّقَّةِ؛ فدَلَّ ذلك على أنَّه كان قاسيَ القلْبِ، بعيدَ الفَهمِ، شديدَ التَّصلُّبِ في الكُفرِ [516] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/118). [440] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/551)، ((تفسير القرطبي)) (11/111)، ((تفسير ابن كثير)) (5/235)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/119)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/427، 429). .- قولُه: لَأَرْجُمَنَّكَ الرَّجمُ: الرَّميُ بالحجارةِ، وهو كِنايةٌ مَشهورةٌ في معنى القتْلِ بذلك الرَّميِ [521] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/120). { لم تعبد} أي لأي شي تعبد { ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. [479] يُنظر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/426). يُنظر: ((تفسير يحيى بن سلام)) (1/227)، ((تفسير القاسمي)) (7/101)، ((تفسير السعدي)) (ص: 495)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/120)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/427). ، وعوَّضه أولادًا مؤمنينَ أنبياءَ، فما خسِر على اللهِ أحدٌ ترَك الكفَّارَ الفسقةَ لوجهِه [467] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/22). وممَّن اختار هذا المعنى: ابنُ جريرٍ. .3- قال الله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا فتدرَّج الخَليلُ عليه السَّلامُ بدعوة أبيه، بالأسهلِ فالأسهَلِ، فأخبَرَه بعِلمِه، وأنَّ ذلك مُوجِبٌ لاتِّباعِك إياي، وأنَّك إن أطعتَني اهتديتَ إلى صراطٍ مُستَقيمٍ، ثمَّ نهاه عن عبادةِ الشَّيطانِ، وأخبَرَه بما فيها من المضارِّ، ثمَّ حَذَّره عقابَ اللهِ ونِقمَتَه إن أقام على حالِه، وأنَّه يكونُ وليًّا للشَّيطانِ [471] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 494). ((تفسير ابن عطية)) (4/18). قوله تعالى يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا. .14- في قَولِه تعالى: فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا دَلالةٌ على أنَّ طاعةَ المؤمنِ تُثمِرُ له الثَّوابَ في الدُّنيا والآخرةِ [483] يُنظر: ((النكت الدالة على البيان)) للقَصَّاب (2/244). قال الشنقيطي: (الصِّدِّيقُ صِيغةُ مبالغةٍ مِن الصِّدقِ؛ لشِدَّةِ صِدقِ إبراهيمَ في معاملتِه مع رَبِّه، وصِدقِ لهجتِه، كما شَهِدَ اللهُ له بصِدقِ معاملتِه في قَولِه: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم: 37]، وقَولِه: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا [البقرة: 124]، ومِن صِدقِه في معاملتِه رَبَّه: رِضاه بأن يَذبَحَ ولَدَه، وشُروعُه بالفِعلِ في ذلك؛ طاعةً لرَبِّه... ومِن صِدقِه في معاملتِه مع ربِّه: صبرُه على الإلقاءِ في النَّارِ... ومِن صِدقِه في معاملتِه رَبَّه: صبرُه على مفارقةِ الأهلِ والوطنِ؛ فرارًا بدينِه). وتقدّم الكلام على يا أبت قريباً . [497] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/114). .مَلِيًّا: أي: حينًا طَويلًا، والإملاءُ: الإمدادُ، ومنه قيل للمُدَّة الطويلةِ: مُلاوةٌ مِن الدَّهرِ، وأصلُ (ملو): يدُلُّ على امتدادٍ في شَيءٍ؛ زَمانٍ أو غيرِه [423] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 274)، ((تفسير ابن جرير)) (6/260)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 420- 421)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/346، 352)، ((المفردات)) للراغب (ص: 776)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 224)، ((تفسير القرطبي)) (11/111). .- قولُه: عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا في إعلانِه هذا الرَّجاءَ بينَ ظهرانَيْهم تَعريضٌ بشقاوتِهم بدُعاءِ آلهتِهم، معَ التَّواضُعِ للهِ بكلمةِ (عَسى) وما فيه من هضْمِ النَّفسِ [531] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/22)، ((تفسير أبي حيان)) (7/272)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/123). [424] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 274)، ((تفسير ابن جرير)) (15/556)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 189)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/83)، ((البسيط)) للواحدي (14/259)، ((المفردات)) للراغب (ص: 246)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/429). [529] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/123). ثم يبيِّنُ الله سبحانه ما ترتَّب على اعتزالِ إبراهيمَ للشركِ والمشركينَ فيقولُ: فلمَّا فارقهم وآلهَتَهم التي يعبدونَها مِن دونِ اللهِ رزَقْناه إسحاقَ ويعقوبَ بنَ إسحاقَ، وجعَلْناهما نبيَّينِ، ووهَبْنا لهم جميعًا -إبراهيمَ وإسحاقَ ويَعقوبَ- مِن رحمَتِنا فضلًا كثيرًا، وعِلمًا نافِعًا، وأعمالًا صالحةً، ورزقًا واسعًا، وذريَّةً كثيرةً، إلى غيرِ ذلك، وجعَلْنا لهم ذِكرًا حَسَنًا، وثناءً جميلًا باقيًا في النَّاسِ. .قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47).قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ.أي: قال إبراهيمُ لأبيه: أنتَ في أمانٍ وسَلامةٍ مني، فلا ينالُك مني سوءٌ [443] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/555)، ((تفسير القرطبي)) (11/111)، ((تفسير ابن كثير)) (5/235، 236)، ((تفسير السعدي)) (ص: 495)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/428). .- قولُه: إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا تعليلٌ لمُوجِبِ النَّهيِ، فهو تَعليلٌ للنَّهيِ عن عبادتِه وعبادةِ آثارِ وَسوستِه بأنَّه شديدُ العصيانِ للرَّبِّ واسعِ الرَّحمةِ. نظر ولدي الصغير بدهشةٍ شديدة إلى (عُقب سيجارة) مُلقًى في دواسة السيارة ثم سألني بتعجبٍ: أبي، ما الذي أتى بهذا في سيارتنا؟! .- والنُّكتةُ في ذِكْرِ يعقوبَ: أنَّ إبراهيمَ رآهُ حفيدًا وسُرَّ به؛ فقد وُلِدَ يعقوبُ قبْلَ موتِ إبراهيمَ، وأنَّ مِن يعقوبَ نشأَتْ أُمَّةٌ عظيمةٌ [538] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/125). ((تفسير ابن الجوزي)) (3/134). [475] يُنظر: ((النكت الدالة على البيان)) للقَصَّاب (2/241). وتدل لفظة ( (من)) في بداية العنوان على التبعيض : أي بعض من سورة مريم أو بعض الآيات من سورة مريم. [ص: 45، 46]. لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا. وفي يوم من الأيام جاء الولد وصوته مخنوق ودموعه تسيل ووضع المصحف أمام والده وفتحه على سورة مريم ووضع أصبعه على قوله تعالى " يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً " وأجهش . 7- قوله تعالى: قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا - قولُه: سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي جُملةٌ مُستأنفةٌ، وعلامةُ الاستقبالِ والفعْلُ المُضارعُ في قولِه: سَأَسْتَغْفِرُ مُؤذنانِ بأنَّه يُكرِّرُ الاستغفارَ في المُستقبلِ [524] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/121). .8- قوله تعالى: وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا- جُملةُ: وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عطْفٌ على جُملةِ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي، أي: يقَعُ الاستغفارُ في المُستقبلِ، ويقَعُ اعتزالي إيَّاكم الآنَ؛ لأنَّ المُضارِعَ غالبٌ في الحالِ [526] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/122). سَوِيًّا: مستقيمًا مستويًا، والسَّوِيُّ يُقالُ فيما يُصانُ عن الإفراطِ والتَّفريطِ مِن حيثُ القدرُ والكيفيَّةُ، وأصلُ (سوي): يدُلُّ على استِقامةٍ، واعتِدالٍ بينَ شَيئينِ [420] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/550)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/112)، ((المفردات)) للراغب (ص: 440)، ((تفسير ابن كثير)) (5/234). الضحاك : بالقول؛ أي لأشتمنك. About Press Copyright Contact us Creators Advertise Developers Terms Privacy Policy & Safety How YouTube works Test new features Press Copyright Contact us Creators . .15- في قَولِه تعالى: فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا دَلالةٌ على أنَّ الشَّيءَ إذا سُمِّيَ به شيءٌ، جاز أن يُنقلَ إلى غيرِه؛ لِسَعةِ اللِّسانِ؛ إذِ اللسانُ المعروفُ عند العامَّةِ هو الذي يُنطَقُ به، وقد نُقِلَ في هذا الموضِعِ إلى الثَّناءِ الحَسَنِ [484] يُنظر: ((النكت الدالة على البيان)) للقَصَّاب (2/246). فقط اكتب الاية من اي اية من سور القران وستجد له تفسيرا ان شاء الله قريبا ان شاء الله تفسير القران كاملا لكل . .- قولُه: وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا لعلَّ تَرتيبَ هِبَتِهما على اعتزالِه هاهنا؛ لبَيانِ كمالِ عِظَمِ النِّعمِ الَّتي أعطاها اللهُ تعالى إيَّاهُ، بمُقابَلةِ مَنِ اعتزَلَهم من الأهلِ والأقرباءِ؛ فإنَّهما شَجَرتا الأنبياءِ، لهما أولادٌ وأحفادٌ، أولو شأنٍ خطيرٍ، وذُو عددٍ كثيرٍ [535] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (5/269). .لَأَرْجُمَنَّكَ: الرَّجْمُ: الرَّمْيُ بالرِّجامِ، أي: الحجارةِ، والرجمُ: القتلُ؛ لأنَّهم كانوا يقتلونَ بالرَّجمِ، والرَّجمُ: الشَّتمُ والسَّبُّ؛ لأنَّه رمْيٌ بالقولِ القبيحِ، وأصلُ الرَّجمِ: يدلُّ على الرَّميِ بقولٍ كان أو بفعلِ [422] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 274)، ((تفسير ابن جرير)) (1/110) (15/552)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/493)، ((المفردات)) للراغب (ص: 345)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 224)، ((تفسير الرازي)) (19/129). ؟! فالآيةُ فيها دَلالةٌ على أنَّ مَنْ لا يتَّصِفُ بصِفاتِ الكَمالِ لا يصلحُ أنْ يكونَ ربًّا ولا إلهًا [474] يُنظر: ((درء تعارض العقل والنقل)) لابن تيمية (10/154)، ((تقريب التدمرية)) لابن عثيمين (ص: 29). [539] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (5/269). [462] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (21/546). وقال النحَّاس: (القولُ عندَ أهلِ اللغةِ أنَّه بمعنى: زمانًا ودهرًا). { يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن } إن لم تتب { فتكون للشيطان وليا } ناصرا وقرينا في النار . { واهجرني مليا} قال ابن عباس : أي اعتزلني سالم العرض لا يصيبك منى معرة؛ واختاره الطبري، فقوله { مليا} على هذا حال من إبراهيم. يا أبتِ، لا تُطِعِ الشَّيطانَ فيما يُزَيِّنُ لك مِن الكُفرِ والشِّركِ؛ إنَّ الشَّيطانَ كان عاصيًا لله، مُستَكبرًا عن طاعتِه. لنكمل تأملنا في باقي القصة، نرى في الآية التالية أن إبراهيم يُظهر لأبوه خوفه من أن يُعذّب من الرّحمن، "أي من ربّ العدل" ويكون وليًا للشيطان، وهنا يتجلّى لنا الشيطان في مظهر الطغيان لما . .كما قال تعالى في صفةِ المؤمنينَ: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [الفرقان: 63]. [466] يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (2/376-377). يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (3/134). قال ابن عطية: (وقال الحسنُ بنُ أبي الحسنِ: معناه: لأرجُمَنَّك بالحجارةِ، وقالتْ فرقةٌ: معناه لأقتلنَّك، وهذان القولانِ بمعنًى واحدٍ). [536] يُنظر: ((تفسير البيضاوي)) (4/13). . [463] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/21)، ((تفسير البيضاوي)) (4/12)، ((تفسير أبي السعود)) (5/268)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/121). ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ . [443] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/555)، ((تفسير القرطبي)) (11/111)، ((تفسير ابن كثير)) (5/235، 236)، ((تفسير السعدي)) (ص: 495)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/428). وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا. أولياء الرحمن وأولياء الشيطان. ((معاني القرآن)) (4/335). .- وفيه تأكيدُ هذا الخبرِ بحرفِ التَّوكيدِ (إنَّ)؛ للاهتمامِ بتَحقيقِه زيادةً في الثَّناءِ عليه [491] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/112). हे पिता! [525] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (5/268)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/121). الرضا والتفاؤل: قصة امرأة عمران عليه السلام؛ قصة إبراهيم عليه السلام: أنصح . .- ولمَّا أطلَعَه على سَماجةِ صُورةِ أمْرِه، وهدَمَ مذهبَه بالحُججِ القاطعةِ، وناصَحَه المُناصحةَ العجيبةَ، مع تلك المُلاطفاتِ، فقابَلَ استعطافَه ولُطفَه في الإرشادِ بفظاظةِ الكُفرِ وغِلظةِ العنادِ؛ فناداهُ باسْمِه، ولم يُقابِلْ: (يا أَبَتِ) بـ (يا بُنَيَّ). ((تفسير ابن الجوزي)) (3/134). سورة Sura مريم Maryam. [480] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (12/207)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي(3/427). [النمل: 62]. [483] يُنظر: ((النكت الدالة على البيان)) للقَصَّاب (2/244). ؟!5- قال الله تعالى: إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا عاب الوَثَنَ مِن ثلاثةِ أوجُهٍ؛ أحَدُها: لا يسمَعُ، وثانيها: لا يُبصِرُ. .كما قال تعالى حاكيًا دُعاءَ إبراهيمَ عليه السلامُ: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ [الشعراء: 84].وقال سُبحانَه: وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ [453] قال ابنُ القيم في قولِه: ذِكْرَى الدَّارِ: (هو الذِّكرُ الجميلُ الَّذي يُذكرونَ به في هذه الدَّارِ). ثمَّ بيَّن تعالى أنَّ إبراهيمَ أقلعَ عن ذلك، ورجع عنه، فقال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة: 113، 114]). ثانيًا: ولم ييأس عليه السلام بل واصل حواره مع أبيه {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [سورة مريم ٤٥] [467] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/22). وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا. يذكرُ الله تعالى جانبًا مِن قصةِ إبراهيمَ -عليه السلامُ-، ودعوتِه لأبيه، وما دار بينَهما مِن حوارٍ، فيقولُ: واذكُرْ -يا محمَّدُ- لقومِك في هذا القرآنِ قِصَّةَ إبراهيمَ -عليه السَّلامُ-: إنَّه كان كثيرَ الصِّدقِ، وكان نبيًّا رفيعَ المنزلةِ؛ إذ قال لأبيه: يا أبتِ، لماذا تَعبُدُ ما لا يسمَعُ ولا يُبصِرُ ولا يدفَعُ عنكَ شيئًا من دونِ الله؟! أو التوصُّلُ إلى حُصولِ المقصودِ من غيرِ إشعارٍ مِن أوَّلِ وهلةٍ. [473] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (21/543). يا أبتِ، إني أخافُ أن يمَسَّك عذابٌ مِن الرَّحمنِ إن أصرَرْتَ على كُفرِك، فتكونَ للشَّيطانِ قَرينًا في النَّارِ.فقال له أبوه: أمُعرِضٌ أنت عن عبادةِ آلهتي يا إبراهيمُ؟ لئِنْ لم تنتَهِ عن سَبِّها لأرجُمَنَّك، واذهَبْ عني زمانًا طويلًا. يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ. وفي هذا سُلوانٌ وثلْجٌ لصدْرِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا كان يَلْقَى مِن مثْلِ ذلك من كُفَّارِ قومِه [515] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/20)، ((تفسير البيضاوي)) (4/12). أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل, تم اعتماد المنهجية من .وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50).وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا.أي: وأعطَينا إبراهيمَ وإسحاقَ ويَعقوبَ عِلمًا نافِعًا، وأعمالًا صالحةً، ورزقًا واسعًا، وذريَّةً كثيرةً، وشرفًا عظيمًا، وغيرَ ذلك من الخيراتِ [451] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/557)، ((البسيط)) للواحدي (14/261)، ((تفسير ابن عطية)) (4/19)، ((تفسير النيسابوري)) (4/492)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (12/210)، ((تفسير السعدي)) (ص: 495). ثمَّ بيَّن تعالى أنَّ إبراهيمَ أقلعَ عن ذلك، ورجع عنه، فقال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة: 113، 114]). ((أضواء البيان)) (3/424، 425). فتكون للشيطان وليا: أي قريبا منه قرينا له فيها أي النار. [449] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/556)، ((تفسير السمعاني)) (3/297)، ((تفسير ابن الجوزي)) (3/134)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/124). [458] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 494). والصحيحُ: أنَّه بمعنى الحالِ، أي: كائن). يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45). المحور الرابع: طرفا الحوار: إبراهيم - عليه . ملخصات دروس التربية الإسلامية الخاصة بمكون الحكمة لتلاميذ المستوى السادس الابتدائي، للدورتين الأولى والثانية، حيث تشمل الدروس التالية:. [517] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/118). واستمرارًا في الحديث عن ما جاء من تأملات في سورة مريم ما ورد في قوله تعالى في الآية: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا . [520] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (7/270). [522] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/120). ويُنظر: ((تفسير القرطبي)) (11/111). فلمَّا كان الصِّدقُ باللِّسانِ، وهو محَلُّه، أطلَقَ اللهُ سُبحانَه ألسِنةَ العبادِ بالثَّناءِ على الصَّادقِ؛ جزاءً وِفاقًا، وعبَّرَ به عنه [486] يُنظر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/260). .- وجُملةُ: إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا استئنافٌ مَسوقٌ لتعليلِ مُوجبِ الأمرِ؛ فإنَّ وصْفَه -عليه السَّلامُ- بذلك مِن دواعي ذِكْرِه [489] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (5/266). وفقنا الله واياكن اخواتي لما يحب ويرضى وجعل هدا العمل في ميزان حسنات اختنا مغربية حسيمية . .18- مِن أعظَمِ نِعَمِ اللهِ على العَبدِ: أن يَرفَعَ له بينَ العالَمينَ ذِكرَه، ويُعلِيَ قَدْرَه؛ ولهذا خَصَّ أنبياءَه ورُسُلَه مِن ذلك بما ليس لِغَيرِهم، كما قال تعالى: وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ [ص: 45، 46]، أي: خصَصْناهم بخَصيصةٍ، وهو الذِّكرُ الجَميلُ الذي يُذكَرونَ به في هذه الدَّارِ -وهذا على قَولٍ في الآيةِ- وهو لِسانُ الصِّدقِ الذي سأله إبراهيمُ الخَليلُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ حيث قال: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ [الشعراء: 84]، وقال سُبحانَه وتعالى عنه وعن بنيه: وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا [مريم: 50]، وقال لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح: 4]؛ فأتباعُ الرُّسُلِ لهم نَصيبٌ مِن ذلك بحَسَبِ مِيراثِهم مِن طاعتِهم ومُتابعتِهم، وكُلُّ مَن خالفَهم فإنَّه بَعيدٌ مِن ذلك بحسَبِ مُخالفتِهم ومَعصيتِهم [487] يُنظر: ((الجواب الكافي)) لابن القيم (ص: 80). [450] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (15/556)، ((تفسير ابن كثير)) (5/237)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (12/209، 210)، ((تفسير السعدي)) (ص: 495). وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50). ((أضواء البيان)) (3/424، 425). [531] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (3/22)، ((تفسير أبي حيان)) (7/272)، ((تفسير ابن عاشور)) (16/123). 6- قولُه تعالى: قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا استئنافٌ مَبنيٌّ على سُؤالٍ نشَأَ من صدْرِ الكلامِ، كأنَّه قيلَ: فماذَا قال أبوهُ عندما سمِعَ منه عليه السَّلامُ هذه النَّصائحَ الواجبةَ القَبولِ؟ فقيل: قال مُصِرًّا على عِنادِه: قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ، بتَوجيهِ الإنكارِ إلى نفْسِ الرَّغبةِ، مع ضرْبٍ مِن التَّعجُّبِ؛ كأنَّ الرَّغبةَ عنها ممَّا لا يَصدُرُ عن العاقلِ، فضْلًا عن تَرغيبِ الغيرِ عنها [514] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (5/268). ، واللَّهُ سبحانَه يَجْزي العبدَ على عملِه بما هو مِن جنسِ عملِه، ومَن تَرَك لِلَّهِ شيئًا عَوَّضه اللَّهُ خيرًا منه [468] يُنظر: ((الجواب الكافي)) لابن القيم (ص: 179). وأما استغفاره لأبيه وهو مشرك فظاهر قوله: ﴿يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا﴾ إنه (عليه السلام) لم يكن وقتئذ قاطعا بكونه من أولياء الشيطان أي مطبوعا على قلبه بالشرك . [528] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/122). [469] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (21/542). { يا أبت لا تعبد الشيطان} أي لا تطعه فيما يأمرك به من الكفر، ومن أطاع شيئا في معصية فقد عبده. . عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا. قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا, قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا. [526] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (16/122). وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا.